البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَسَلَٰمٌ عَلَيۡهِ يَوۡمَ وُلِدَ وَيَوۡمَ يَمُوتُ وَيَوۡمَ يُبۡعَثُ حَيّٗا} (15)

{ وسلام عليه } .

قال الطبري : أي أمان .

قال ابن عطية : والأظهر أنها التحية المتعارفة وإنما الشرف في أن سلم الله عليه وحياه في المواطن التي الإنسان فيها في غاية الضعف والحاجة وقلة الحيلة والفقر إلى الله ، وذكر الطبري عن الحسن أن عيسى ويحيى عليهما السلام التقيا وهما ابنا الخالة ، فقال يحيى لعيسى : ادع لي فأنت خير مني ، فقال له عيسى : بل أنت ادع لي فأنت خير مني سلم الله عليك وأنا سلمت على نفسي .

وقال أبو عبد الله الرازي : { يوم ولد } أي أمان عليه من أن يناله الشيطان { ويوم يموت } أي أمان من عذاب القبر { ويوم يبعث حياً } من عذاب الله يوم القيامة .

وفي قوله { ويوم يبعث حياً } تنبيه على كونه من الشهداء لقوله { بل أحياء عند ربهم يرزقون } وهذا السلام يحتمل أن يكون من الله وأن يكون من الملائكة انتهى .

والأظهر أنه من الله لأنه في سياق { وآتيناه الحكم } .