البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{أَسۡمِعۡ بِهِمۡ وَأَبۡصِرۡ يَوۡمَ يَأۡتُونَنَا لَٰكِنِ ٱلظَّـٰلِمُونَ ٱلۡيَوۡمَ فِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٖ} (38)

قال الحسن وقتادة : لئن كانوا صماً وبكماً عن الحق فما أسمعهم وأبصرهم يوم القيامة ، ولكنهم يسمعون ويبصرون حيث لا ينفعهم السمع ولا البصر .

وعن ابن عباس أنهم أسمع شيء وأبصره .

وقال علي بن عيسى : هو وعيد وتهديد أي سوف يسمعون ما يخلع قلوبهم ، ويبصرون ما يسود وجوههم .

وعن أبي العالية : إنه أمر حقيقة للرسول أي { أسمع } الناس اليوم وأبصرهم { بهم } وبحديثهم ماذا يصنع بهم من العذاب إذا أتوا محشورين مغلولين { لكن الظالمون } عموم يندرج فيه هؤلاء الأحزاب الكفار وغيرهم من الظالمين ، و { اليوم } أي في دار الدنيا .

وقال الزمخشري : أوقع الظاهر أعني الظالمين موقع الضمير إشعاراً بأن لا ظلم أشد من ظلمهم حيث أغفلوا الاستماع والنظر حين يجدي عليهم ويسعدهم ، والمراد بالضلال المبين إغفال النظر والاستماع انتهى .