البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{فَإِنۡ أَعۡرَضُواْ فَقُلۡ أَنذَرۡتُكُمۡ صَٰعِقَةٗ مِّثۡلَ صَٰعِقَةِ عَادٖ وَثَمُودَ} (13)

{ فإن أعرضوا } : التفات خرج من ضمير الخطاب في قوله : { قل أئنكم لتكفرون } إلى ضمير الغيبة إعراضاً عن خطابهم ، إذ كانوا قد ذكروا بما يقتضي إقبالهم وإيمانهم من الحجج الدالة على الوحدانية والقدرة الباهرة ، { فقل أنذرتكم } : أي أعلمتكم ، { صاعقة } أي حلول صاعقة .

قال قتادة : عذاباً مثل عذاب عاد وثمود .

وقال الزمخشري : عذاباً شديد الوقع ، كأنه صاعقة .

وقرأ الجمهور : { صاعقة مثل صاعقة } ، وابن الزبير ، والسلمي ، والنخعي ، وابن محيصن : بغير ألف فيهما وسكون العين ، وتقدم تفسيرها في أوائل البقرة .

والصعقة : المرة ، يقال : صعقته الصاعقة فصعق ، وهو من باب فعلت بفتح العين ، ففعل بكسرها نحو : خدعته فخدع ، وإذ معمولة لصاعقة لأن معناها العذاب .