اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{فَإِنۡ أَعۡرَضُواْ فَقُلۡ أَنذَرۡتُكُمۡ صَٰعِقَةٗ مِّثۡلَ صَٰعِقَةِ عَادٖ وَثَمُودَ} (13)

قوله تعالى : { فَإِنْ أَعْرَضُواْ فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً } هذا التفات من خطابهم بقوله : «قُلْ أَئِنَّكُمْ » إلى الغيبة لفعلهم الإعراض ، أعرض عن خطابهم وهو تناسب حسنٌ ، والمعنى أن الحجة قد تمت على أكمل الوجوه ، فإن بقُوا مصرِّين على الجهل لم يبق حينئذ علاجٌ في حقهم إلا إنزال العذاب عليهم ، فلهذا قال : { فَإِنْ أَعْرَضُواْ فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ } ، أي هلاكاً مثلَ هلاكِهِمْ ، والإنذار التخويف .

قال المبرد : الصاعقة المرة المهلكة لأي شيءٍ كان{[48630]} . وقرأ الجمهور : صاعِقَةً مثل صََاعِقَةِ بالألف فيهما . وابنُ الزبير{[48631]} والنَّخعيُّ والسُّلميُّ وابن محيصنٍ : صعقةٌ مثل صعقةِ محذوف الألف وسكون العين{[48632]} . وتقدم الكلام في ذلك في أوائل البقرة{[48633]} . يقال : صعقته الصاعقة فصعق . وهذا مما جاء فيه فعلتُهُ بالفتح ففعل بالكسر . ومثله : جذَعتُهُ فجذعَ{[48634]} . قال الزمخشري : والصَّعقَةُ المرة من الصَّعق{[48635]} .


[48630]:الرازي 27/108.
[48631]:عبد الله بن الزبير رضي الله عنه أبو بكر القرشي الأسدي الصحابي وردت الرواية عنه في حروف القرآن مات مقتولا سنة 73 انظر طبقات القراء 1/419.
[48632]:من الشواذ غير المتواترات نقلها ابن خالويه في المختصر 133 والزمخشري في الكشاف 3/447.
[48633]:يقصد قوله: {لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتهم الصاعقة} [البقرة: 55].
[48634]:قاله الزمخشري في الكشاف 3/447.
[48635]:قاله الزمخشري في الكشاف 3/447.