قوله تعالى : { فَإِنْ أَعْرَضُواْ فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً } هذا التفات من خطابهم بقوله : «قُلْ أَئِنَّكُمْ » إلى الغيبة لفعلهم الإعراض ، أعرض عن خطابهم وهو تناسب حسنٌ ، والمعنى أن الحجة قد تمت على أكمل الوجوه ، فإن بقُوا مصرِّين على الجهل لم يبق حينئذ علاجٌ في حقهم إلا إنزال العذاب عليهم ، فلهذا قال : { فَإِنْ أَعْرَضُواْ فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ } ، أي هلاكاً مثلَ هلاكِهِمْ ، والإنذار التخويف .
قال المبرد : الصاعقة المرة المهلكة لأي شيءٍ كان{[48630]} . وقرأ الجمهور : صاعِقَةً مثل صََاعِقَةِ بالألف فيهما . وابنُ الزبير{[48631]} والنَّخعيُّ والسُّلميُّ وابن محيصنٍ : صعقةٌ مثل صعقةِ محذوف الألف وسكون العين{[48632]} . وتقدم الكلام في ذلك في أوائل البقرة{[48633]} . يقال : صعقته الصاعقة فصعق . وهذا مما جاء فيه فعلتُهُ بالفتح ففعل بالكسر . ومثله : جذَعتُهُ فجذعَ{[48634]} . قال الزمخشري : والصَّعقَةُ المرة من الصَّعق{[48635]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.