فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{إِنَّ مَعَ ٱلۡعُسۡرِ يُسۡرٗا} (6)

ثم زاد سبحانه هذا الوعد تقريراً وتأكيداً ، فقال : مكرّراً له بلفظ { إِنَّ مَعَ العسر يُسْراً } أي إن مع ذلك العسر المذكور سابقاً يسراً آخر لما تقرّر من أنه إذا أعيد المعرّف يكون الثاني عين الأوّل سواء كان المراد به الجنس أو العهد ، بخلاف المنكر إذا أعيد فإنه يراد بالثاني فرد مغاير لما أريد بالفرد الأوّل في الغالب ، ولهذا قال النبيّ صلى الله عليه وسلم في معنى هذه الآية : «لن يغلب عسر يسرين » قال الواحدي : وهذا قول النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والمفسرين على أن العسر واحد ، واليسر اثنان . قال الزجاج : ذكر العسر مع الألف واللام ثم ثنى ذكره ، فصار المعنى : إن مع العسر يسرين . قيل : والتنكير في اليسر للتفخيم والتعظيم ، وهو في مصحف ابن مسعود غير مكرّر . قرأ الجمهور بسكون السين في العسر ، واليسر في الموضعين . وقرأ يحيى بن وثاب وأبو جعفر وعيسى بضمها في الجميع .

/خ8