الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{إِنَّ مَعَ ٱلۡعُسۡرِ يُسۡرٗا} (6)

أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله : { فإن مع العسر يسراً } قال : اتبع العسر يسراً .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله : { فإن مع العسر يسراً إن مع العسر يسراً } قال : ذكر لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بشر بهذه الآية أصحابه فقال : «لن يغلب عسر يسرين » .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن مردويه عن الحسن قال : لما نزلت هذه الآية { إن مع العسر يسراً } قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أبشروا أتاكم اليسر ، لن يغلب عسر يسرين » .

وأخرج ابن مردويه عن جابر بن عبد الله قال : «بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن ثلثمائة أو يزيدون ، علينا أبو عبيدة بن الجراح ، ليس معنا من الحمولة إلا ما نركب فزوّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم جرابين من تمر ، فقال بعضنا لبعض : قد علم رسول الله صلى الله عليه وسلم أين تريدون وقد علمتم ما معكم من الزاد ، فلو رجعتم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فسألتموه أن يزوّدكم ، فرجعنا إليه ، فقال : إني قد عرفت الذي جئتم له ، ولو كان عندي غير الذي زوّدتكم لزوّدتكموه . فانصرفنا ، ونزلت { فإن مع العسر يسراً إن مع العسر يسراً } فأرسل نبي الله إلى بعضنا ، فدعاه ، فقال : أبشروا فإن الله قد أوحى إليّ { فإن مع العسر يسراً إن مع العسر يسراً } ولن يغلب عسر يسرين » .

وأخرج البزار وابن أبي حاتم والطبراني في الأوسط والحاكم وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن أنس بن مالك قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالساً وحياله حجر ، فقال : «لو جاء العسر فدخل هذا الحجر لجاء اليسر حتى يدخل عليه فيخرجه ، فأنزل الله { فإن مع العسر يسراً إن مع العسر يسراً } ولفظ الطبراني : وتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم { فإن مع العسر يسراً إن مع العسر يسراً } » .

وأخرج ابن النجار من طريق حميد بن حماد عن عائذ عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قاعداً ببقيع الفرقد ، فنزل إلى حائط فقال : «يا معشر من حضر والله لو كانت العسر جاءت تدخل الحجر لجاءت اليسر حتى تخرجها ، فأنزل الله { فإن مع العسر يسراً إن مع العسر يسراً } » .

وأخرج الطبراني وابن مردويه بسند ضعيف عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لو كان العسر في حجر لدخل عليه اليسر حتى يخرجه ، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم { إن مع العسر يسراً } » .

وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن أبي الدنيا في الصبر وابن المنذر والبيهقي في شعب الإِيمان عن ابن مسعود قال : لو كان العسر في حجر لتبعه اليسر حتى يدخل عليه ليخرجه ، ولن يغلب عسر يسرين ، إن الله يقول : { فإن مع العسر يسراً إن مع العسر يسراً } .

وأخرج عبد الرزاق وابن جرير والحاكم والبيهقي عن الحسن قال : خرج النبي صلى الله عليه وسلم يوماً فرحاً مسروراً ، وهو يضحك ويقول : «لن يغلب عسر يسرين { فإن مع العسر يسراً إن مع العسر يسراً } » .

وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن قال : كانوا يقولون : لا يغلب عسر واحد يسرين اثنين .