أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{وَزُخۡرُفٗاۚ وَإِن كُلُّ ذَٰلِكَ لَمَّا مَتَٰعُ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۚ وَٱلۡأٓخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلۡمُتَّقِينَ} (35)

شرح الكلمات :

{ وزخرفا } : أي ذهباً أي لجعلنا لبيوتهم سقفا من فضة وذهب وكذلك الأبواب والمصاعد والسرر بعضها من فضة وبعضها من ذهب .

{ وإن كل ذلك } : أي وما كل ذلك المذكور .

{ لما متاع الحياة الدنيا } : أي وما كل ذلك إلا متاع الحياة الدنيا يتمتع به فيها ثم يزول .

{ والآخرة } : أي الجنة ونعيمها خير لأهل الإِيمان والتقوى من متاع الدنيا .

المعنى :

وزخرفاً أي وذهباً أي بعض المذكور من فضة وبعضه من ذهب ليكون أجمل وأبهى من الفضة وحدها ، وان كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا أي وما كل ذلك إلا متاع الحياة الدنيا يتمتع به الناس ثم يزول ويذهب بزوالهم وذهابهم . والآخرة عند ربك أي الجنة وما فيها من نعيم مقيم للمتقين الذين آمنوا واتقوا الشرك والمعاصي وما عند الله خير مما عند الناس ، وما يبقى خير مما يفنى ، ولذا قال الحكماء لو كانت الدنيا من ذهب والآخرة من خزف " طين " لاختار العاقل الآخرة على الدنيا ، وهو اختيار ما يبقى على ما يفنى .

الهداية :

من الهداية :

- بيان أن الآخرة خير للمتقين .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَزُخۡرُفٗاۚ وَإِن كُلُّ ذَٰلِكَ لَمَّا مَتَٰعُ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۚ وَٱلۡأٓخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلۡمُتَّقِينَ} (35)

قوله : { وزخرفا } منصوب بفعل مقدر ، وتقديره : وجعلنا لهم زخرفا{[4136]} والزخرف الذهب . ثم يشبّه به كل مموه مزور . والمزخرف معناه المزين {[4137]} وقال ابن العربي " معنى الآية : أن الدنيا عند الله تعالى من الهوان بحيث كان يجعل بيوت الكفار ودرجها وأبوابها ذهبا وفضة لولا غلبة حب الدنيا على القلوب فيحمل ذلك على الكفر . قوله : { وإن كل ذلك لماّ متاع الحياة الدنيا } { إن } ، المخففة بمعنى ما . و { لماّ } المشددة بمعنى إلا . يعني : وما كل ذلك إلا متاع الحياة الدنيا{[4138]} .

قوله : { والآخرة عند ربّك للمتّقين } جعل الله الجزاء العظيم في الآخرة للمؤمنين المتقين الذين اجتنبوا الشرك والمعاصي وأخلصوا دينهم لله ، فأطاعوه وأنابوا إليه خاشعين مذعنين والتزموا شرعه ومنهاجه . لا جرم أن الدار الآخرة لهي دار البقاء والقرار . الدار التي لا يفنى نعيمها ولا يزول{[4139]} .


[4136]:البيان لابن الأنباري جـ2ص 353.
[4137]:مختار الصحاح ص 270.
[4138]:البيان لابن الأنباري جـ 2 ص 354.
[4139]:تفسير الرزاي جـ 27 ص 212 والكشاف جـ 3 ص 487 وفتح القدير جـ 4 ص 555.