ثم قال تعالى{[31641]} : { فلولا كانت قرية آمنت }{[31642]}[ 98 ] ، أي : فهلا{[31643]} كانت قرية آمنت ، فنفعها إيمانها . وتقديره : فما كانت قرية آمنت عند معاينتها العذاب{[31644]} ، فنفعها إيمانها{[31645]} ، في ذلك الوقت { إلا قوم يونس }[ 98 ] : فإنهم نفعهم إيمانهم عند نزول عذاب الله عز وجل ، بهم ، فكشف الله سبحانه عنهم العذاب . وقوم يونس انتصبوا لأنه{[31646]} استثناء ليس من{[31647]} الأول{[31648]} .
وقال أبو إسحاق : المعنى : فهلا كانت قرية آمنت في وقت ينفعهم إيمانهم ، وجرى هذا بعقب إيمان فرعون عندما أدركه{[31649]} الغرق . فأعلم الله عز وجل ، أن الإيمان لا ينفع عند وقوع العذاب ، ولا عند حضور الموت .
قال تعالى{[31650]} : { وليست التوبة للذين يعملون }{[31651]} الآية .
قال قتادة : لما فقدوا نبيهم{[31652]} ، وأيقنوا أن العذاب قد دنا منهم ، قذف الله عز وجل{[31653]} ، في قلوبهم التوبة . فلبسوا المسوح{[31654]} ، وألهوا بين{[31655]} كل بهيمة وولدها . ثم عجلوا إلى الله سبحانه ، أربعين ليلة ، فلما علم الله عز وجل ، الصدق منهم ، والتوبة والندامة على ما مضى ( كشف الله ){[31656]} عنهم العذاب بعد أن تدلى عليهم . وكان قوم يونس بأرض الموصل{[31657]} .
قال ابن جبير : غشَّى قوم يونس العذاب ، كما يغشى الثوب القبر ){[31658]} .
قال ابن عباس : لم يبق بين قوم يونس والعذاب إلا قدر ثلثي ميل ، فلما دعوا كشف{[31659]} الله عنهم{[31660]} .
قال ابن جبير : لما أبوا أن يؤمنوا بيونس ، قيل له : أخبرهم أن العذاب مصبحهم{[31661]} ، فقالوا : إنا{[31662]} لم نجرب عليه كذبا ، فانظروا فإن بات فيكم فليس بشيء ، وإن لم يبت فاعلموا أن العذاب مصبحكم{[31663]} . فلما كان في جوف الليل تزود شيئا ثم خرج . فلما أصبحوا يغشاهم العذاب كما يغشى الثوب القبر ، ففرقوا بين الإنسان وولده ، والبهيمة{[31664]} وولدها . ثم عجوا إلى الله عز وجل ، فقالوا : آمنا بما جاء به يونس وصدقنا . فكشف الله عز وجل ، عنهم العذاب ، فخرج يونس ينظر العذاب ، فلم ير شيئا فقال/ : جربوا علي كذبا . فذهب مغاضبا لربه حتى أتى البحر{[31665]} .
وعن ابن مسعود قال : أوعد يونس قومه أن العذاب يأتيهم{[31666]} إلى ثلاثة أيام . ففرقوا بين كل والدة وولدها{[31667]} ، ثم خرجوا ، فجأروا{[31668]} إلى الله سبحانه ، واستغفروه ، فكف{[31669]} الله عز وجل ، عنهم العذاب{[31670]} .
ومعنى { عذاب الخزي } ، أي : الهوان والذل .
قوله : { إلى حين } قال الضحاك : إلى الموت .
وقيل : إلى آجاله التي كتبها الله لهم قبل خلقهم{[31671]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.