تفسير الأعقم - الأعقم  
{فَلَوۡلَا كَانَتۡ قَرۡيَةٌ ءَامَنَتۡ فَنَفَعَهَآ إِيمَٰنُهَآ إِلَّا قَوۡمَ يُونُسَ لَمَّآ ءَامَنُواْ كَشَفۡنَا عَنۡهُمۡ عَذَابَ ٱلۡخِزۡيِ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَمَتَّعۡنَٰهُمۡ إِلَىٰ حِينٖ} (98)

{ فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها الاَّ قوم يونس } استثنى من القرى وهو استثناء منقطع بمعنى ولكن قوم يونس { لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا } روي أن يونس ( عليه السلام ) بعث الى قومه فكذبوه فذهب عنهم مغاضباً فلما فقدوه خافوا نزول العذاب فلبسوا المسوح وعجوا أربعين ليلة ، وقيل : قال لهم يونس : ان أجلكم أربعين ليلة ، فقالوا : إن رأينا أسباب العذاب آمنا بك ، فلما مضت خمس وثلاثون ليلة أغامت السماء غيماً أسوداً هائلاً يدخن دخاناً شديداً ، ثم هبط حتى تغشى مدينتهم وسوّد سطوحهم ، فلبسوا المسوح وبرزوا إلى الصعيد بأنفسهم ونسائهم وصبيانهم ودوابهم ، وفرقوا بين النساء والصبيان ، وبين الدواب وأولادها ، فحنّ بعضها إلى بعض وأظهروا الايمان والتوبة وتضرعوا إلى الله فرحمهم وكشف عنهم كان يوم الجمعة يوم عاشوراء وعلت الأصوات والعجيج ، وعن ابن مسعود : بلغ من توبتهم أن ردّوا المظالم حتى أن الرجل يقلع الحجر وقد وضع عليها أساس فيرده ، وروي أنه لما أتاهم مقدمة العذاب خرجوا إلى شيخ من بقية علمائهم فقالوا : قد نزل بنا ما ترى من العذاب فقال لهم قولوا : يا حي حين لا حي ، ويا محيي الموتى ، ويا حي لا إله إلاَّ أنت ، فقالوا ذلك فكشف الله عنهم وكان يوم الجمعة يوم عاشوراء