تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{فَلَوۡلَا كَانَتۡ قَرۡيَةٌ ءَامَنَتۡ فَنَفَعَهَآ إِيمَٰنُهَآ إِلَّا قَوۡمَ يُونُسَ لَمَّآ ءَامَنُواْ كَشَفۡنَا عَنۡهُمۡ عَذَابَ ٱلۡخِزۡيِ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَمَتَّعۡنَٰهُمۡ إِلَىٰ حِينٖ} (98)

{ فلولا } فهلا { كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها } تفسير قتادة : يقولون : لم يكن هذا في الأمم ؛ لم ينفع قرية كفرت ثم آمنت حين عاينت عذاب الله -عز وجل- { إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي } قال قتادة : وذكر لنا أن قوم يونس كانوا بموضع من أرض الموصل فلما فقدوا نبيهم ، قذف الله -عز وجل- في قلوبهم التوبة ، فلبسوا المسوح ، وفرقوا بين كل بهيمة وولدها ، فعجوا إلى الله أربعين ليلة ، فلما عرف الله -عز وجل- الصدق من قلوبهم ، والتوبة والندامة منهم على ما مضى كشف عنهم العذاب بعد ما نزل عليهم{[478]} .

قال يحيى : بلغني أنه كان بينهم وبين العذاب أربعة أميال .

وقوله : { ومتعناهم إلى حين } يعني : إلى الموت بغير عذاب .


[478]:أخرجه الطبري في تفسيره (6/613) ح (17912).