وقوله : { فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَها إِيمانُها }
وهي في قراءة أُبَىّ ( فهلاَّ ) ومعناها : أنهم لم يؤمنوا ، ثم استثنى قوم يونس بالنصب على الانقطاع مما قبله : ألا ترى أن ما بعد ( إلاَّ ) في الجحد يتبع ما قبلها ، فتقول : ما قام أحد إلا أبوك ، وهل قام أحد إلا أبوك ؛ لأن الأب من الأحد ؛ فإذا قلت : ما فيها أحد إلا كلبا وحمارا ، نصبت ؛ لأنها منقطعة مما قبلَ إلا ؛ إذْ لم تكن من جنسه ، كذلك كان قوم يونس منقطعين من قوم غيره من الأنبياء . ولو كان الاستثناء ها هنا وقع على طائفة منهم لكان رفعا . وقد يجوز الرفع فيها ، كما أن المختلِف في الجنس قد يتبع فيه ما بعد إلا ما قبل إلا ؛ كما قال الشاعر :
وبلدٍ ليس به أنيسُ *** إلا اليعافير وإلا العيسُ
وهذا قوة للرفع ، والنصب في قوله : { ما لهم به من علم إلا اتِّباعَ الظنِّ } . لأن اتباع الظن لا ينسب إلى العلم . وأنشدونا بيت النابغة :
*** . . . . . . وما بالربع من أحد ***
*** إلا أَوارىَّ ما إن لا أُبَيِّنها ***
قال الفراء : جمع في هذا البيت بين ثلاثة أحرف من حروف الجحد : لا ، وإنْ ، وما . والنصب في هذا النوع المختلف من كلام أهل الحجاز ، والإتباع من كلام تميم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.