أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري  
{وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمۡرِ رَبِّكَۖ لَهُۥ مَا بَيۡنَ أَيۡدِينَا وَمَا خَلۡفَنَا وَمَا بَيۡنَ ذَٰلِكَۚ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّٗا} (64)

شرح الكلمات :

{ وما نتنزل } : التنزل النزول وقتاً بعد وقت .

{ إلا بأمر ربك } : أي إلا بإذنه لنا في النزول على من يشاء .

{ له ما بين أيدينا } : أي مما هو مستقبل عن أمر الآخرة .

{ وما خلفنا } : أي ما مضى من الدنيا .

{ وما بين ذلك } : مما لم يمض من الدنيا إلى يوم القيامة أي له علم ذلك كله .

{ وما كان ربك نسياً } : أي ذا نسيان فإنه تعالى لا ينسى فكيف ينساك ويتركك ؟ .

المعنى :

لنزول هاتين الآيتين سبب وهو ما روى واستفاض أن الوحي تأخر عن النبي صلى الله عليه وسلم والذي يأتي بالوحي جبريل عليه السلام فلما جاء بعد بطءٍ قال له النبي صلى الله عليه وسلم " ما يمنعك أن تزورنا أكثر مما تزورنا " فأنزل الله تعالى قوله : جواباً لسؤال النبي صلى الله عليه وسلم { وما نتنزل } أي نحن الملائكة وقتا بعد وقت على من يشاء ربنا { إلا بأمر ربك } أيها الرسول أي إلا بإذنه لنا فليس لأحد منا أن ينزل من سماء إلى سماء أو إلى أرض إلا بإذن عز وجل ، { له ما بين أيدينا وما خلقنا وما بين ذلك } أي له أمر وعلم ما بين أيدننا أي ما أمامنا عن أمور الآخرة وما خلفنا أي مما مضى من الدنيا علماً وتدبيراً ، وما بين ذلك إلى يوم القيامة علماً وتدبيراً ، وما كان ربك عز وجل يا رسول الله ناسياً لك ولا تاركاً فإنه تعالى لم يكن النسيان وصفاً له فينسى .

الهداية :

- تقرير سلطان الله على الخلق وعلمه بكل الخلق وقدرته على كل ذلك .

- استحالة النسيان على الله عز وجل .