بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمۡرِ رَبِّكَۖ لَهُۥ مَا بَيۡنَ أَيۡدِينَا وَمَا خَلۡفَنَا وَمَا بَيۡنَ ذَٰلِكَۚ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّٗا} (64)

{ وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلاَّ بِأَمْرِ رَبّكَ } وذلك حين أبطأ عليه الوحي ، وعند سؤال أهل مكة عن ذي القرنين وأصحاب الكهف وأمر الروح عاتب المصطفى جبريل ، فقال الله تعالى : قل يا جبريل لمحمد ومعناه : قل : { وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلاَّ بِأَمْرِ رَبّكَ } { لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا } من أمر الآخرة { وَمَا خَلْفَنَا } من أمر الدنيا { وَمَا بَيْنَ ذلك } أي ما بين النفختين { وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً } يعني : لم يكن ينساك ربك حيث لم يوح إليك ، ويقال : { مَا بَيْنَ أَيْدِينَا } من أمر الآخرة والثواب والعقاب { وَمَا خَلْفَنَا } جميع ما مضى من أمر الدنيا { وَمَا بَيْنَ ذلك } ما يكون في هذا الوقت منا . { وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً } أي قد علم الله عز وجل ما كان وما يكون وما هو كائن حافظ لذلك ، ويقال : ما نسيك ربك وإن تأخر عنك الوحي . وروي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لجبريل : « مَا مَنَعَكَ أَنْ تَزُورَنَا أَكْثَر مِمّا تَزُورُنَا » فنزلت هذه الآية .