التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي  
{وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوۡلَآ أُنزِلَ عَلَيۡهِ ءَايَةٞ مِّن رَّبِّهِۦٓۗ إِنَّمَآ أَنتَ مُنذِرٞۖ وَلِكُلِّ قَوۡمٍ هَادٍ} (7)

{ ويقول الذين كفروا } الآية : اقترحوا نزول آية على النبي صلى الله عليه وآله وسلم من نزول ملك معه أو شبه ذلك ، ولم يعتبروا بالقرآن ولا بغيره من الآيات العظام التي جاء بها ، وذلك منهم معاندة .

{ إنما أنت منذر } أي : إنما عليك إنذارهم ، وليس عليك أن تأتيهم بآية إنما ذلك إلى الله { ولكل قوم هاد } فيه ثلاثة أقوال :

{ أحدها : أن يراد بالهادي الله تعالى ، فالمعنى : إنما عليك الإنذار والله هو الهادي لمن يشاء إذا شاء .

والوجه الثاني : أن يريد بالهادي النبي صلى الله عليه وسلم ، فالمعنى : إنما أنت نبي منذر ، ولكل قوم هاد من الأنبياء ينذرهم فليس أمرك ببدع ولا مستنكر .

الثالث : روي أنها لما نزلت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أنا المنذر وأنت يا علي الهادي " .