{ وَيَقُولُ الذين كَفَرُوا لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مّن رَّبّهِ } أي : هلا أنزل عليه آية غير ما قد جاء به من الآيات ، وهؤلاء الكفار القائلون هذه المقالة هم المستعجلون للعذاب . قال الزجاج : طلبوا غير الآيات التي أتى بها فالتمسوا مثل آيات موسى وعيسى ، فقال الله تعالى : { إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرُ } تنذرهم بالنار ، وليس إليك من الآيات شيء . انتهى . وهذا مكابرة من الكفار وعناد ، وإلاّ فقد أنزل الله على رسوله من الآيات ما يغني البعض منه ، وجاء في { إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرُ } بصيغة الحصر لبيان أنه صلى الله عليه وسلم مرسل لإنذار العباد ، وبيان ما يحذرون عاقبته ، وليس عليه غير ذلك ، وقد فعل ما هو عليه ، وأنذر أبلغ إنذار ، ولم يدع شيئاً مما يحصل به ذلك إلاّ أتى به وأوضحه وكرره ، فجزاه الله عن أمته خيراً . { وَلِكُلّ قَوْمٍ هَادٍ } أي : نبيّ يدعوهم إلى ما فيه هدايتهم ورشادهم . وإن لم تقع الهداية لهم بالفعل ولم يقبلوها ، وآيات الرسل مختلفة هذا يأتي بآية أو آيات لم يأت بها الآخر بحسب ما يعطيه الله منها ، ومن طلب من بعضهم ما جاء به البعض الآخر فقد بلغ في التعنت إلى مكان عظيم ، فليس المراد من الآيات إلاّ الدلالة على النبوّة لكونها معجزة خارجة عن القدرة البشرية ، وذلك لا يختص بفرد منها ، ولا بأفراد معينة . وقيل : إن المعنى { ولكل قوم هاد } ، وهو الله - عزّ وجلّ - فإنه القادر على ذلك ، وليس على أنبيائه إلاّ مجرد الإنذار .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.