الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوۡلَآ أُنزِلَ عَلَيۡهِ ءَايَةٞ مِّن رَّبِّهِۦٓۗ إِنَّمَآ أَنتَ مُنذِرٞۖ وَلِكُلِّ قَوۡمٍ هَادٍ} (7)

قوله : { ويقول الذين كفروا لولا أنزل عليه آية من ربه إنما أنت منذر }{[35682]} إلى قوله { المتعال }[ 7-9 ] المعنى : أن الله عز وجل{[35683]} أخبرنا أن المشركين يقولون هلا أنزل على محمد آية ، تدل على نبوته ، وهي قوله : { لولا أنزل عليه كنز أو جاء معه ملك }{[35684]}[ 7 ] .

ثم قال الله عز وجل{[35685]} ، لنبيه عليه السلام : { إنما أنت منذر } لهم لا غير . ثم قال تعالى : { ولكل قوم هاد } : أي : ولكل{[35686]} أمة هاد ، يهديهم إما إلى هدى ، وإما إلى ضلال{[35687]} ، دليله قوله : { وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا }{[35688]} ، وقوله : { وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار }{[35689]} .

وقال قتادة : معناه : ولكل قوام داع يدعوهم إلى الله ( سبحانه ){[35690]} .

فأنت يا محمد داعي هؤلاء{[35691]} . فمحمد عليه السلام ، هو الهادي ، وهو المنذر .

وقال ابن جبير : الهادي هو الله ( عز وجل ){[35692]} ، والمعنى : إنما{[35693]} أنت يا محمد منذر{[35694]} ، ولكل قوم اهتدوا هاد يهديهم ، وهو الله ( تعالى ){[35695]} .

( و ){[35696]} قال مجاهد : المنذر : النبي صلى الله عليه وسلم والهادي / الله ( عز وجل ){[35697]} ، وقال( ه ) ابن عباس ، والضحاك{[35698]} .

وقال أبو صالح : معناه : ولكل ( قوم ){[35699]} قادة{[35700]} يقودونهم{[35701]} ، إما إلى هدى ، وإما إلى ضلال .

وعن ابن عباس رضي الله عنه{[35702]} معناه : ولكل قوم داع يدعوهم إلى الله تعالى{[35703]} .


[35682]:ساقط من ط.
[35683]:ساقط من ق.
[35684]:انظر هذا التوجيه في: جامع البيان 16/353، ومعاني الزجاج 3/140.
[35685]:ساقط من ق.
[35686]:ط: لكل.
[35687]:انظر هذا التوجيه في: معاني الفراء 2/59، وجامع البيان 16/353.
[35688]:الأنبياء: 72.
[35689]:القصص: 41.
[35690]:انظر هذا القول في: جامع البيان 16/353.
[35691]:ق: لهؤلاء.
[35692]:انظر هذا القول في: جامع البيان 16/354.
[35693]:ق: وإنما.
[35694]:انظر هذا المعنى في: إعراب النحاس 2/352.
[35695]:ساقط من ق.
[35696]:انظر المصدر السابق.
[35697]:انظر هذا القول في: تفسيره مجاهد 404.
[35698]:انظر هذين القولين في: غريب القرآن 225، وجامع البيان 16/358.
[35699]:ساقط من ق.
[35700]:انظر هذا القول في: جامع البيان 16/336.
[35701]:في النسختين معا: يقودهم، ولعل الصواب ما أثبت.
[35702]:ما بين القوسين ساقط من ط.
[35703]:انظر هذا القول في: جامع البيان 16/357.