السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوۡلَآ أُنزِلَ عَلَيۡهِ ءَايَةٞ مِّن رَّبِّهِۦٓۗ إِنَّمَآ أَنتَ مُنذِرٞۖ وَلِكُلِّ قَوۡمٍ هَادٍ} (7)

ثم طعنوا في نبوّته بأن طلبوا منه المعجزة والبينة ثالثاً ، وهو المذكور في قوله تعالى : { ويقول الذين كفروا لولا } ، أي : هلا { أنزل عليه } ، أي : محمد صلى الله عليه وسلم { آية من ربه } ، أي : مثل عصا موسى وناقة صالح وذلك ؛ لأنهم أنكروا كون القرآن من جنس المعجزات ، وقالوا : هذا كتاب مثل سائر الكتب ، وإتيان الإنسان بتصنيف معين وكتاب معين لا يكون معجزاً مثل معجزات موسى وعيسى عليهما السلام ، وكان نبينا صلى الله عليه وسلم راغباً في إجابة مقترحاتهم لشدّة التفاته إلى إيمانهم قال الله تعالى له : { إنما أنت منذر } ، أي : ليس عليك إلا الإنذار والتخويف ، وليس عليك إتيان الآيات . { ولكل قوم هاد } ، أي : نبيّ يدعوهم إلى ربهم بما يعطيه من الآيات لا بما يقترحون . وقرأ ابن كثير في الوقف بياء بعد الدال ، وفي الوصل بغير ياء وتنوين الدال ، والباقون بغير ياء في الوقف والوصل مع تنوين الدال .