لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوۡلَآ أُنزِلَ عَلَيۡهِ ءَايَةٞ مِّن رَّبِّهِۦٓۗ إِنَّمَآ أَنتَ مُنذِرٞۖ وَلِكُلِّ قَوۡمٍ هَادٍ} (7)

قوله تعالى { ويقول الذين كفروا } يعني من أهل مكة { لولا } أي هلاّ { أنزل عليه } يعني على محمد صلى الله عليه وسلم { آية من ربه } يعني مثل عصى موسى وناقة صالح ذلك لأنهم لم يقنعوا بما رأوا من الآيات التي جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم { إنما أنت منذر } أي ليس عليك يا محمد غير الإنذار والتخويف ، وليس لك من الآيات شيء { ولكل قوم هاد } قال ابن عباس : الهادي هو الله ، وهذا قول سعيد ابن جبير وعكرمة ومجاهد والضحاك والنخعي ، والمعنى إنما عليك الإنذار يا محمد والهادي هو الله يهدي من يشاء . وقال عكرمة في رواية أخرى عنه وأبو الضحى : الهادي هو رسول الله صلى الله عليه وسلم المعنى : إنما أنت منذر وأنت هاد ، وقال الحسن وقتادة وابن زيد : يعني ولكل قوم نبي يهديهم وقال أبو العالية : الهادي هو العمل الصالح . وقال أبو صالح : الهادي هو القائد إلى الخير لا إلى الشر .