التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي  
{وَأَمَّا ٱلۡجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَٰمَيۡنِ يَتِيمَيۡنِ فِي ٱلۡمَدِينَةِ وَكَانَ تَحۡتَهُۥ كَنزٞ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَٰلِحٗا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبۡلُغَآ أَشُدَّهُمَا وَيَسۡتَخۡرِجَا كَنزَهُمَا رَحۡمَةٗ مِّن رَّبِّكَۚ وَمَا فَعَلۡتُهُۥ عَنۡ أَمۡرِيۚ ذَٰلِكَ تَأۡوِيلُ مَا لَمۡ تَسۡطِع عَّلَيۡهِ صَبۡرٗا} (82)

{ لغلامين يتيمين } اليتيم من فقد أبويه قبل البلوغ ، وروي : أن اسم الغلامين أصرم وصريم ، واسم أبيهما كاشح وهذا يحتاج إلى صحة نقل .

{ كنز لهما } قيل : مال عظيم ، وقيل : كان علما في صحف مدفونة ، والأول أظهر .

{ وكان أبوهما صالحا } قيل : إنه الأب السابع ، وظاهر اللفظ أنه الأقرب

{ فأراد ربك } أسند الإرادة هنا إلى الله لأنها في أمر مغيب مستأنف لا يعلم ما يكون منه إلا الله ، وأسند الخضر إلى نفسه في قوله : { فأردت أن أعيبها } لأنها لفظة عيب ، فتأدب بأن لا يسندها إلى الله وذلك كقول إبراهيم عليه السلام { وإذا مرضت فهو يشفين } [ الشعراء : 80 ] فأسند المرض إلى نفسه والشفاء إلى الله تأدبا ، واختلف في قوله ، فأردنا أن يبدلهما هل هو مسند إلى ضمير الخضر أو إلى الله .

{ وما فعلته عن أمري } هذا دليل على نبوة الخضر ، لأن المعنى : أنه فعل بأمر الله أو بوحي .