التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي  
{ٱقۡتَرَبَتِ ٱلسَّاعَةُ وَٱنشَقَّ ٱلۡقَمَرُ} (1)

مقدمة السورة:

سورة القمر

مكية إلا الآيات 44 و45 و46 فمدنية وآياتها 55 نزلت بعد الطارق

{ اقتربت الساعة } أي : قربت القيامة ، ومعنى قربها : أنها بقي لها من الزمان قليل بالنسبة إلى ما مضى ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بعثت أنا والساعة كهاتين وأشار بالسبابة والوسطى " .

{ وانشق القمر } هذا إخبار بما جرى في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك أن قريشا سألته آية فأراهم انشقاق القمر فقال صلى الله عليه وسلم : " اشهدوا " ، وقال ابن مسعود : انشق القمر فرأيته فرقتين فرقة وراء الجبل وأخرى دونه ، وقيل : معنى انشق القمر : أنه ينشق يوم القيامة ، وهذا قول باطل ترده الأحاديث الصحيحة الواردة بانشقاق القمر ، وقد اتفقت الأمة على وقوع ذلك وعلى تفسير الآية بذلك إلا من لا يعتبر قوله .