بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{ٱقۡتَرَبَتِ ٱلسَّاعَةُ وَٱنشَقَّ ٱلۡقَمَرُ} (1)

مقدمة السورة:

سورة القمر كلها مكية وهي خمسون وخمس آيات .

قوله تعالى : { اقتربت الساعة } يعني : دنا قيام الساعة ، لأن خروج النبي صلى الله عليه وسلم كان من علامات الساعة { وانشق القمر } وذلك أن أهل مكة سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم علامة لنبوته ، فانشق القمر نصفين . وروي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم : فانشق القمر نصفين ، فرأيت حراء بين فلقتي القمر ، أي : شقتي القمر . وعن جبير بن مطعم قال : انشق القمر ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة . وروى قتادة ، عن أنس قال : سأل أهل مكة رسول الله صلى الله عليه وسلم آية فانشق القمر بمكة . وقال بعضهم : { اقتربت الساعة وانشق القمر } يعني : تقوم الساعة ، وينشق القمر يوم القيامة . وأكثر المفسرين قالوا : إن هذا قد مضى . وقال عبد الله بن مسعود : ما وعد الله ورسوله من أشراط الساعة كلها قد مضى ، إلا أربعة طلوع الشمس من مغربها ، ودابة الأرض ، وخروج الدجال ، وخروج يأجوج ومأجوج .