فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{ٱقۡتَرَبَتِ ٱلسَّاعَةُ وَٱنشَقَّ ٱلۡقَمَرُ} (1)

مقدمة السورة:

مكية

وآياتها خمس وخمسون

كلماتها : 342 ؛ حروفها : 1423 .

بسم الله الرحمن الرحيم

{ اقتربت الساعة وانشق القمر( 1 ) }

قربت الساعة التي ينتهي عندها عمران هذا الكون ، وتدمر الحياة فيه ، وانفلق القمر معجزة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم ، ففي الصحيحين وغيرهما من حديث ابن مسعود : انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فرقتين فرقة على الجبل وفرقة دونه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اشهدوا " .

[ وقوله : { اقتربت } افتعلت من القرب ، وهذا من الله تعالى ذكره- إنذار لعباده بدنو القيامة ، وقرب فناء الدنيا ، وأمر لهم بالاستعداد لأهوال القيامة قبل هجومها عليهم ، وهم عنها في غفلة ساهون ]{[5922]} .

مما أورد النيسابوري : وإنما المراد قربها في العقول وفي الأذهان كأنه لم يبق بعد ظهور هذه الآية للمنكر مجال .

[ والأحاديث الصحيحة في الانشقاق كثيرة ، واختلف في تواتره فقيل : هو غير متواتر ؛ وفي شرح المواقف للشريفي أنه متواتر ، وهو الذي اختاره العلامة ابن السبكي ، قال في شرحه لمختصر ابن الحاجب : الصحيح عندي أن انشقاق القمر متواتر ، ومنصوص عليه في القرآن ، مروي في الصحيحين وغيرهما من طرق شتى{[5923]} بحيث لا يمترى في تواتره ؛ انتهى باختصار{[5924]} ] .


[5922]:مما أورد صاحب [جامع البيان..].
[5923]:نعم إن منهم من لم يحضر ذلك كابن عباس.. وكأنس فإنه كان ابن أربع أو خمس بالمدينة، وهذا لا يطعن في صحة الخبر.
[5924]:مما أورد صاحب [روح المعاني].