الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{ٱقۡتَرَبَتِ ٱلسَّاعَةُ وَٱنشَقَّ ٱلۡقَمَرُ} (1)

مقدمة السورة:

مكية ، وهي ألف وأربعمائة وثلاثة وعشرون حرفاً ، وثلاثمائة واثنتان وأربعون كلمة وخمس وخمسون آية

أخبرني أبو الحسين محمد بن القاسم الفقيه ، قال : حدّثنا أبو عبدالله محمد بن زيد العدل ، قال : حدّثنا أبو يحيى البزاز ، قال : حدّثنا محمد بن منصور ، قال : حدّثنا محمد بن عمران بن عبدالرَّحْمن بن أبي ليلى ، قال : حدّثني أبي عن مجالد بن عبدالواحد عن الحجاج بن عبدالله عن أبي الخليل ، وعن علي بن زيد وعطاء بن أبي ميمون عن زيد بن حبيش عن أبي بن كعب ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ( من قرأ سورة ) اقتربت الساعة ( في كل غداة بُعث يوم القيامة ووجهه على صورة القمر ليلة البدر ومن قرأها كل ليلة كان أفضل وجاء يوم القيامة ووجهه مسفر على وجوه الخلائق ) .

{ اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ } دنت القيامة { وَانشَقَّ الْقَمَرُ } قال ابن كيسان : في الآية تقديم وتأخير ، مجازها : انشقّ القمر واقتربت الساعة ، يدل عليه قراءة حذيفة ( اقتربت الساعة وقد انشق القمر ) ، وروى عثمان بن عطاء عن أبيه أن معناه : ( وسينشقّ القمر ) ، والعلماء على خلافه والأخبار الصحاح ناطقة بأن هذه الآية قد مضت .

أخبرنا عبد الله بن حامد قال : أخبرنا مكي ، قال : حدّثنا أبو الازهر قال : حدّثنا روح عن شعبة قال : سمعت سليمان قال : سمعت إبراهيم يحدث عن أبي معمر عن عبد الله " أن القمر انشقّ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فرقتين ، فكانت إحداهما فوق الجبل والأُخرى أسفل من الجبل ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اللهم اشهد " ، وقال أيضاً : " اشهدوا " " .

وأخبرنا عبد الله بن حامد ، قال : أخبرنا عمر بن الحسن بن علي بن مالك القاضي قال : حدّثنا أحمد بن الحسين بن سعيد قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا حصين عن الأعمش وعبدة الضبي عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله بن مسعود قال : انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى رأيت فِلقَتَيه . وأخبرنا عبد الله ، قال : أخبرنا مكي ، قال : حدّثنا أبو الأزهر قال : حدّثنا روح عن شعبة عن سليمان عن مجاهد عن ابن عمر نحو حديث ابن مسعود .

وأخبرنا عبد الله قال : أخبرنا محمد بن جعفر بن زيد الصيرفي قال : حدّثنا علي بن حرب ، قال : حدّثنا ابن فضيل ، قال : حدّثنا حصين عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه ، قال : انشقّ القمر ونحن مع النبي صلى الله عليه وسلم بمكة .

وأخبرنا عبد الله قال : أخبر عمر بن الحسن الشيباني قال : حدّثنا أحمد بن الحسن قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا حصين عن سعد عن عكرمة عن ابن عباس والحكم عن مجاهد عن ابن عباس ومقسم عن ابن عباس قال : انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم باثنين : شطره على السويداء ، وشطره على الجندمة .

وأخبرني عقيل بن محمد أن أبا الفرج القاضي حدّثهم عن محمد بن جرير قال : حدّثني محمد بن عبد الله بن بزيع ، قال : حدّثنا بشر بن المفضل . قال : حدّثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس بن مالك أن أهل مكة سألوا النبي صلى الله عليه وسلم أن يريهم آية ، فأراهم القمر شقتين ، حتى رأوا الجبل بينهما .

وبه عن محمد بن جرير قال : حدّثنا علي بن سهل قال : حدّثنا حجاج بن محمد عن شعبة عن قتادة عن أنس قال : انشقّ القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مرّتين .

وبه عن محمد بن جرير قال : حدّثني يعقوب قال : حدّثنا ابن عليّة ، قال : حدّثنا عطاء بن السايب عن أبي عبد الرحمن السلمي قال : نزلنا المدائن فكنّا منها على فرسخ ، فجاءت الجمعة فحضر أبي فحضرنا معه فخطبنا حذيفة ، فقال : ألا إنّ الله سبحانه يقول : { اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ } ، ألا فإنّ الساعة قد اقتربت ، ألا وإنّ القمر قد انشقّ ، ألا وإنّ الدنيا قد أذنت بفراق ، . ألا وإنّ اليوم المضمار وغداً السباق ، فقلت لأبي أيستبق الناس غداً ؟ فقال : يا بني إنك لجاهل ، إنّما هو السباق بالأعمال ، ثم جاءت الجمعة الأُخرى فحضرنا فخطب حذيفة فقال : ألا إنّ الله يقول : { اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ } ألا وإنّ الساعة قد اقتربت ، ألا وإنّ القمر قد انشقّ ، ألا وإنّ الدنيا قد أذنت بفراق ، ألا وإنّ المضمار اليوم وغداً السباق ، ألا وإنّ الغاية النار والسابق من سبق إلى الجنة .

وبه عن ابن جرير قال : حدّثنا الحسن بن أبي يحيى المقدسي قال : حدّثنا يحيى بن حماد ، قال : حدّثنا أبو عوانة عن المغيرة عن أبي الضحى عن مسروق عن عبدالله قال : انشقّ القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالت قريش : هذا سحر ابن أبي كبشة سحركم ، فسألوا السفار فسألوهم ، فقالوا : نعم قد رأينا . فأنزل الله سبحانه { اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ } .