التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي  
{وَأَنَّهُۥ تَعَٰلَىٰ جَدُّ رَبِّنَا مَا ٱتَّخَذَ صَٰحِبَةٗ وَلَا وَلَدٗا} (3)

{ وأنه تعالى جد ربنا } جد الله جلاله وعظمته وقيل : معناه : من قولك فلان مجدود إذا استغنى وقرئ أنه في هذا الموضع بفتح الهمزة وكسرها وكذلك فيما بعده إلى قوله : { وأنا منا المسلمون } [ الجن : 14 ] فأما الكسر فاستئناف أو عطف على إنا سمعنا لكنه كسر في معمول القول فيكون ما عطف عليه من قول : { الجن } وأما الفتح فقيل : إنه عطف على قوله : { أنه استمع نفر } وهذا خطأ من طريق المعنى لأن قوله استمع نفر في موضع معمول أوحي فيلزم أن يكون المعطوف عليه مما أوحي وأن لا يكون من كلام الجن وقيل : إنه معطوف على الضمير المجرور في قوله : { آمنا به } وهذا ضعيف لأن الضمير المجرور لا يعطف عليه إلا بإعادة الخافض وقال الزمخشري : هو معطوف على محل الجار والمجرور في { آمنا به } كأنه قال : صدقناه وصدقنا .

{ أنه تعالى جد ربنا } وكذلك ما بعده ولا خلاف في فتح ثلاث مواضع وهي : { أنه استمع } ، { وألو استقاموا } ، { وأن المساجد لله } ؛ لأن ذلك مما أوحي لا من كلام الجن .