فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَأَنَّهُۥ تَعَٰلَىٰ جَدُّ رَبِّنَا مَا ٱتَّخَذَ صَٰحِبَةٗ وَلَا وَلَدٗا} (3)

{ وَأَنَّهُ تعالى جَدُّ رَبّنَا } قرأه حمزة والكسائي وابن عامر وحفص وعلقمة ويحيى بن وثاب والأعمش وخلف والسلمي : { وأنه تعالى } بفتح أنّ ، وكذا قرءوا فيما بعدها مما هو معطوف عليها ، وذلك أحد عشر موضعاً إلى قوله : { وَأَنَّهُ لَّمَا قَامَ عَبْدُ الله } [ الجن : 19 ] ، وقرأ الباقون بالكسر في هذه المواضع كلها إلاّ في قوله : { وَأَنَّ المساجد لِلَّهِ } [ الجن : 18 ] فإنهم اتفقوا على الفتح ، أما من قرأ بالفتح في هذه المواضع ، فعلى العطف على محل الجار والمجرور في { فآمنا به } كأنه قيل : فصدّقناه ، وصدّقنا أنه تعالى جدّ ربنا الخ ، وأما من قرأ بالكسر في هذه المواضع ، فعلى العطف على { إنا سمعنا } : أي فقالوا : إنا سمعنا قرآناً ، وقالوا : إنه تعالى جدّ ربنا إلى آخره . واختار أبو حاتم ، وأبو عبيد قراءة الكسر ، لأنه كله من كلام الجنّ ومما هو محكيّ عنهم بقوله : { فقالوا إنا سمعنا } . وقرأ أبو جعفر وشعبة بالفتح في ثلاثة مواضع ، وهي : { وَأَنَّهُ تعالى جَدُّ رَبّنَا } .

/خ13