بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَأَنَّهُۥ تَعَٰلَىٰ جَدُّ رَبِّنَا مَا ٱتَّخَذَ صَٰحِبَةٗ وَلَا وَلَدٗا} (3)

ثم قال عز وجل : { وَأَنَّهُ تعالى جَدُّ رَبّنَا } أي : ارتفع عظمة ربنا ؛ ويقال : ارتفع ذكره ، ويقال : ارتفع ملكه وسلطانه . { مَا اتخذ صاحبة وَلاَ وَلَداً } يعني : لم يتخذ زوجة ولا ولداً ، كما زعم الكفار . واتفق القراء في قوله : { أَنَّهُ استمع نَفَرٌ } على نصب الألف ، لأن معناه قل : أوحي إلي بأنه استمع . واتفقوا في قوله : { إِنَّا سَمِعْنَا } على الكسر ، لأنه على معنى الابتداء . واختلفوا فيما سوى ذلك . قرأ حمزة ، والكسائي ، وابن عامر كلها بالنصب بناء على قوله : { أَنَّهُ استمع } ، إلا في حرفين أحدهما { فَإنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ } بالكسر ، والأخرى قوله : { فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ } [ الجن : 27 ] بالكسر على معنى الابتداء . وقرأ أبو عمرو ، وابن كثير كلها بالكسر ، إلا في أربعة أحرف : { قُلْ أُوحِىَ إِلَىَّ أَنَّهُ استمع } ، { وَإِنَّ لُوطاً استقاموا } ، { وَأَنَّ المساجد } ، { وَأَنَّهُ لَّمَا قَامَ عَبْدُ الله يَدْعُوهُ } . قرأ عاصم في رواية أبي بكر ، ونافع في إحدى الروايتين هكذا ، إلا في قوله { وأنه لما قام عبد الله } وإنما اختاروا الكسر لهذه الأحرف ، بناء على قوله : { إِنَّا سَمِعْنَا } وقال أبو عبيد : ما كان من قول الجن ، فهو كسر ، ومعناه وقالوا : إنه تعالى وقالوا : { إِنَّهُ كَان يِقُولُ } وما كان محمولاً على قوله { أوحي إليّ } فهو نصب على معنى أوحي إلي أنه .