محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَأَنَّهُۥ تَعَٰلَىٰ جَدُّ رَبِّنَا مَا ٱتَّخَذَ صَٰحِبَةٗ وَلَا وَلَدٗا} (3)

{ وأنه تعالى جد ربنا ما اتخذ صاحبة ولا ولدا } أي تعالى ملكه وعظمته وصدق ربوبيته عن اتخاذ الصاحبة والولد .

قال ابن جرير{[7246]} الجد بمعنى الحظ ، يقال فلان ذو جد في هذا الأمر إذا كان له حظ فيه وهو الذي يقال له بالفارسية ( البخث ) والمعنى أن حظوته من الملك والسلطان والقدرة العظيمة عالية ، فلا تكون له صاحبة ولا ولد لأن الصاحبة إنما تكون للضعيف العاجز الذي تضطره الشهوة الباعثة إلى اتخاذها وأن الولد إنما يكون عن شهوة أزعجته إلى الوقاع الذي يحدث منه الولد ، فقال النفر من الجن : علا ملك ربنا وسلطانه وعظمته أن يكون ضعيفا ضعف خلقه الذين تضطرهم الشهوة إلى اتخاذ صاحبة أو وقاع شيء يكون منه ولد .


[7246]:انظر الصفحة رقم 105 من الجزء التاسع والعشرين (طبعة الحلبي الثانية).