تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَلَا يَنفَعُكُمۡ نُصۡحِيٓ إِنۡ أَرَدتُّ أَنۡ أَنصَحَ لَكُمۡ إِن كَانَ ٱللَّهُ يُرِيدُ أَن يُغۡوِيَكُمۡۚ هُوَ رَبُّكُمۡ وَإِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ} (34)

{ وَلا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ } أي : أي شيء يُجدِي عليكم إبلاغي لكم وإنذاري إياكم ونصحي ، إن كان الله يريد إغواءكم ودماركم ، { هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } أي : هو مالك أزمة الأمور ، والمتصرف{[14578]} الحاكم العادل الذي لا يجور ، له الخلق وله الأمر ، وهو المبدئ المعيد ، مالك الدنيا والآخرة .


[14578]:- في ت : "المتصرف".
 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{وَلَا يَنفَعُكُمۡ نُصۡحِيٓ إِنۡ أَرَدتُّ أَنۡ أَنصَحَ لَكُمۡ إِن كَانَ ٱللَّهُ يُرِيدُ أَن يُغۡوِيَكُمۡۚ هُوَ رَبُّكُمۡ وَإِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ} (34)

وَلا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي يقول : ولا ينفعكم تحذيري عقوبته ونزول سطوته بكم على كفركم به ، إنْ أرَدْتُ أنْ أنْصَحَ لَكُمْ في تحذيري إياكم ذلك لأن نصحي لا ينفعكم لأنكم لا تقبلونه . إِنْ كَان اللّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُم ، يقول : إن كان الله يريد أن يهلككم بعذابه . هُوَ رَبّكُمْ وَإلَيْهِ تُرْجَعونَ يقول : وإليه تردّون بعد الهلاك . حُكي عن طيّىء أنها تقول : أصبح فلان غاويا : أي مريضا . وحُكي عن غيرهم سماعا منهم : أغويت فلانا ، بمعنى أهلكته ، وغَوِي الفصيل : إذا فقد اللبن فمات . وذكر أن قول الله : فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّا أي هلاكا .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{وَلَا يَنفَعُكُمۡ نُصۡحِيٓ إِنۡ أَرَدتُّ أَنۡ أَنصَحَ لَكُمۡ إِن كَانَ ٱللَّهُ يُرِيدُ أَن يُغۡوِيَكُمۡۚ هُوَ رَبُّكُمۡ وَإِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ} (34)

{ ولا ينفعكم نُصحي إن أردت أن أنصح لكم } شرط ودليل وجواب والجملة دليل جواب قوله : { إن كان الله يريد أن يغويكم } وتقدير الكلام أن كان الله يريد أن يغويكم ، فإن أردت أن أنصح لكم لا ينفعكم نصحي ، ولذلك تقول لو قال الرجل أنت طالق إن دخلت الدار إن كلمت زيدا فدخلت ثم كلمت لم تطلق ، وهو جواب لما أوهموا من أن جداله كلام بلا طائل . وهو دليل على أن إرادة الله تعالى يصح تعلقها بالإغواء وأن خلاف مراده محال . وقيل { أن يغويكم } أن يهلككم من غوى الفصيل غوى إذا بشم فهلك . { هو ربكم } هو خالقكم والمتصرف فيكم وفق إرادته . { واليه تُرجعون } فيجازيكم على أعمالكم .