بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَلَا يَنفَعُكُمۡ نُصۡحِيٓ إِنۡ أَرَدتُّ أَنۡ أَنصَحَ لَكُمۡ إِن كَانَ ٱللَّهُ يُرِيدُ أَن يُغۡوِيَكُمۡۚ هُوَ رَبُّكُمۡ وَإِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ} (34)

ثم قال : { وَلاَ يَنفَعُكُمْ نُصْحِى } يعني : دعائي ، وتحذيري ، ونصيحتي ، { إِنْ أَرَدْتُّ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ } يعني : إن أردت أن أدعوكم من الشرك ، إلى التوحيد ، والتوبة ، والإيمان ، { إِن كَانَ الله يُرِيدُ أَن يُغْوِيَكُمْ } يعني : لا تنفعكم دعوتي ، إن أراد الله أن يضلكم عن الهدى ، ويترككم على الضلالة ويهلككم . { هُوَ رَبُّكُمْ } يعني : هو أولى بكم . ويقال : هو ربكم ، رب واحد ليس له شريك { وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } يعني : بعد الموت فيجزيكم بأعمالكم . ثم قال تعالى : { أَمْ يَقُولُونَ افتراه } قَال مقاتل : الخطاب لأهل مكة . معناه أَتقولون إن محمداً تقوله من ذات نفسه { قُلْ إِنِ افتريته } من ذات نفسي { فَعَلَىَّ إِجْرَامِى } يعني خطيئتي { وَأَنَاْ بَرِىء مّمَّا تُجْرَمُونَ } يعني من خطاياكم . وقال الكلبي : الخطاب أيضاً لقوم نوح .