قوله : { ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم } إلى قوله { يفعلون }[ 34-36 ] والمعنى : وليس ينفعكم تحذيري إياكم{[32253]} عقوبة على كفركم{[32254]} . { إن كان الله يريد أن يغويكم }[ 34 ] أي : يهلككم{[32255]} .
وقيل : معناه : يحييكم ، وحكي عن بعض العرب أنها تقول : أصبحا فلان غاويا : أي : مريضا{[32256]} .
وهذه الآية من أَبْيَنِ آية في أن الأمر كله لله عز وجل ، يضل من يشاء ، ويهدي من يشاء ، لا معقب لحكمه يفعل ما يشاء .
وقد قالت المعتزلة : إن معنى : ( أن يغويكم : أن يهلككم ، وكذبوا على الله ، سبحانه ، وعلى لغة العرب : ولو كان الأمر كما قالوا ، لكان معنى قوله : { قد تبين الرشد من الغي }{[32257]} : من الهلاك ، وهذا لا معنى له . إنما هو الضلال ، الذي نقيض الرشد . ولكان معنى قوله : { وعصى آدم ربه فغوى }{[32258]} : فهلك ، ولم يهلك إنما ضل . ولكان معنى قوله : { الذين أغوينا أغويناهم }{[32259]} بمعنى الهلاك ، ولا معنى لذلك ، إنما هو بمعنى الضلال كله . ولكان قوله : { لأغونيهم }{[32260]} بمعنى : لأهلكنهم : وهذا لا يقوله أحد ، ولا معنى له{[32261]} .
وقوله تعالى : فسوف يلقون غيا }{[32262]} معناه : هلاكا{[32263]} .
{ هو ربكم وإليه ترجعون } : أي : بعد الهلاك{[32264]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.