قال الشيخ المفسر محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله : لم يذكر لحمده هنا ظرفا مكانيا ولا زمانيا . وذكر في سورة الروم أن من ظروفه المكانية : السموات والأرض في قوله ( وله الحمد في السموات والأرض ) الآية{[234]} .
وذكر في سورة القصص أن من ظروفه الزمانية : الدنيا والآخرة في قوله ( وهو الله لا إله إلا هو له الحمد في الأولى و الآخرة ) الآية{[235]} . وقال في أول سورة سبأ ( وله الحمد في الآخرة وهو الحكيم الخبير ){[236]} {[237]} .
قال الطبري : حدثني علي بن الحسن الخراز ، قال : حدثنا مسلم بن عبد الرحمن الجرمي ، قال : حدثنا محمد بن مصعب القرقساني ، عن مبارك بم فضالة ، عن الحسن ، عن الأسود بن سريع : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ليس شئ أحب إليه الحمد ، من الله تعالى ، ولذلك أثنى على نفسه فقال ( الحمد لله ) .
ورجاله ثقات إلا مبارك بن فضالة صدوق ، والإسناد حسن . ورواية الحسن البصري عن الأسود بن سريع قيل إنها منقطعة {[238]} . ولكن صرح الحسن البصري بالسماع فيما نقله الضياء المقدسي{[239]} .
وقرر ذلك الإمام البيهقي{[240]} . إضافة إلى ذلك انه على شرط أرباب الصحاح كابن حبان{[241]} ، والحاكم ووافقه الذهبي{[242]} ، والضياء كما تقدم . وقد صححه الأستاذ أحمد شاكر في تحقيقه لتفسير الطبري{[243]} .
قال الطبري : حدثنا يونس بن عبد الأعلى الصدفي ، قال أنبأنا ابن وهب ، قال حدثني عمر بن محمد ، عن سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه قال : أخبرني السلولي عن كعب ، قال : من قال " الحمد لله " فذلك ثناء على الله{[244]} .
أخرجه ابن أبي حاتم من طريق وهيب عن سهيل بن أبي صالح به{[245]} . ورجال إسناده الطبري ثقات إلا سهيل بن أبي صالح .
قال الحافظ ابن حجر : صدوق تغير حفظه بآخره روى له الجماعة ، ورواية البخاري له مقرونا وتعليقا{[246]} . وقد تكلم في روايته عن أبيه وأجاب عن ذلك محمد بن طاهر المقدسي ، بأن سماعه من أبيه صحيح{[247]} . وعلى هذا فالإسناد حسن إلى كعب . وقد رجح ابن كثير هذا التفسير{[248]} .
أي رب السموات والسبع والأرضين ومن فيهن وما بينهن حيث بين الله تعالى ذلك مناظرة فرعون لموسى فقال تعالى ( قال فرعون وما رب العالمين قال رب السموات والأرض وما بينهما ){[249]} .
وأخرج الطبري عن بشير بن معاذ العقدي قال : حدثنا يزيد بن زريع ، عن سعيد ، عن قتادة ( رب العالمين ) قال : كل صنف عالم{[250]} .
روى مسلم في صحيحه بإسناده عن أبي مالك الأشعري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الطهور شطر الإيمان ، والحمد لله تملأ الميزان ، وسبحان الله والحمد لله تملأن ( أو تملأ ) ما بين السموات والأرض . . . الحديث{[251]} .
قال الترمذي : حدثنا يحيى بن حبيب بن عربي ، حدثنا موسى بن إبراهيم ابن كثير الأنصاري/قال سمعت طلحة بن خراش قال : سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : أفضل الذكر لا إله إلا الله ، وأفضل الدعاء الحمد لله .
ثم قال : هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث موسى بن إبراهيم وقد روى علي بن المديني وغير واحد عن موسى بن إبراهيم هذا الحديث {[252]} وصححه الألباني{[253]} ، وأخرجه ابن أبي الدنيا{[254]} والخرائطي{[255]} وابن حبان {[256]} كلهم كم طريق موسى بن إبراهيم بن كثير به ، والحديث السابق الصحيح شاهد له .
قال أبو داود : حدثنا أبو توبة ، قال : زعم الوليد ، عن الأوزاعي ، عن قرة ، عن الزهري ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كل كلام لا يبدأ فيه بالحمد لله فهو أجذم " .
قال أبو داود : رواه يونس وعقيل وشعيب وسعيد بن عبد العزيز عن الزهري عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا{[257]} .
وأخرجه ابن أبي شيبة{[258]} ، والنسائي{[259]} ، وابن ماجه{[260]} ، وابن حبان{[261]} ، والدارقطني{[262]} ، والبيهقي{[263]} ، كلهم من طريق قرة به ونحوه .
وقال الدارقطني : تفرد به قرة عن الزهري ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، وأرسله غيره عن الزهري عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وقرة ليس بقوي في الحديث ، ورواه صدقة عن محمد بن سعيد عن الزهري ، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك ، عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا يصح الحديث ، وصدقة ومحمد بن سعيد ضعيفان والمرسل هو الصواب{[264]} . وكذا ضعفه الألباني{[265]} . وحسنه النووي ثم قال : وقد روي موصولا كما ذكرنا وروي مرسلا ورواية الموصول جيدة إسناد وإذا روي الحديث موصولا ومرسلا ، فالحكم للاتصال عند جمهور العلماء لأنها زيادة ثقة وهي مقبولة عند الجماهير{[266]} . وحسنه ابن الصلاح والعراقي وابن حجر{[267]} ، والسبكي وذكر تخريج البغوي وابن الصلاح من طريق الأوزاعي عن قرة به{[268]} ، وحسنه السيوطي{[269]} . والعجلوني وقال : ألف فيه السخاوي جزءا{[270]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.