لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{قَالَ رَبِّ ٱلسِّجۡنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدۡعُونَنِيٓ إِلَيۡهِۖ وَإِلَّا تَصۡرِفۡ عَنِّي كَيۡدَهُنَّ أَصۡبُ إِلَيۡهِنَّ وَأَكُن مِّنَ ٱلۡجَٰهِلِينَ} (33)

{ قال رب } أي يا رب { السجن أحب إليّ مما يدعونني إليه } قيل : إن الدعاء كان منها خاصة وإنما أضافه إليهن جميعاً خروجاً من التصريح إلى العريض ، وقيل : إنهن جميعاً دعونه إلى أنفسهن ، وقيل : إنهن لما قلن له أطع مولاتك صحت إفاضة الدعاء إليهن جميعاً أو لأنه كان بحضرتهن قال بعضهم أو لم يقل السجن أحب إليّ لم يبتل بالسجن والأولى بالعبد أن يسأل الله العافية { وإلا تصرف عني كيدهن } يعني ما أردن مني { أصب إليهن } أي أمل إليهن يقال صبا فلان إلى كذا إذا مال إليه واشتاقه { وأكن من الجاهلين } يعني من المذنبين وقيل معناه أكن ممن يستحق صفة الذم بالجهل ، وفيه دليل على أن من ارتكب ذنباً إنما يرتكبه عن جهالة .