بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{قَالَ رَبِّ ٱلسِّجۡنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدۡعُونَنِيٓ إِلَيۡهِۖ وَإِلَّا تَصۡرِفۡ عَنِّي كَيۡدَهُنَّ أَصۡبُ إِلَيۡهِنَّ وَأَكُن مِّنَ ٱلۡجَٰهِلِينَ} (33)

{ قَالَ رَبّ } يقول : يا سيدي { السجن أَحَبُّ إِلَىَّ مِمَّا يَدْعُونَنِى } النسوة { إِلَيْهِ } من العمل القبيح . قرأ بعضهم { قَالَ رَبّ السجن } بنصب السين على معنى المصدر . يقال : سجنته سَجْناً وهي قراءة شاذة . وقراءة العامة بالكسر يعني : نزول بيت السجن أحب إلي مما يدعونني إليه ، يعني به : امرأة العزيز خاصة . ويقال : أراد به النسوة اللاتي حضرن هناك ، لأنهن قلن له : أطع مولاتك ، ولا تخالفها ، فإن لها عليك حقاً . وقد اشترتك بمالها وهي تحسن إليك ، وتحبك ، وتطلب هواك . فقال : { رَبّ السجن أَحَبُّ إِلَىَّ } وقال بعض الحكماء : لو أنه قال : رب العافية أحَبُّ إليّ ، لعافاه الله تعالى . ولكن لما نجا بدينه ، لم يبال بما أصابه في الله .

ثم قال : { وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنّى كَيْدَهُنَّ } يعني : إذا لم تصرف عني عملهن وشرهن { أَصْبُ إِلَيْهِنَّ } أي : أمل إليهن { وَأَكُن مّنَ الجاهلين } يعني : من المذنبين .