{ قال رب السجن أحب إليّ مما يدعونني إليه } وإن كان هذا مما تشتهيه النفس ، وذلك مما تكرهه نظراً إلى العاقبة ، فإنّ الأوّل فيه الذم في الدنيا والعقاب في الآخرة ، والثاني فيه المدح في الدنيا والثواب الدائم في الآخرة . فإن قيل : إنّ الدعاء كان منها فلم أضافه إليهنّ جميعاً ؟ أجيب : بأنهنّ خوّفنه من مخالفتها وزين له مطاوعتها ، وقيل : إنهنّ دعونه إلى أنفسهنّ . قال بعض العلماء لو لم يقل السجن ، أحب إليّ لم يبتل بالسجن والأولى بالعبد أن يسأل الله تعالى العافية ، ولذلك ردّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على من كان يسأل الله الصبر بقوله له : «سألت الله البلاء فاسأله العافية » رواه الترمذي { وإلا } ، أي : وإن لم { تصرف عني كيدهنّ } ، أي : فيما أردن مني بالتثبيت على العصمة { أصب } ، أي : أمل { إليهنّ } يقال : صبا فلان إلى كذا إذا مال إليه واشتاقه { وأكن } ، أي : أصر { من الجاهلين } ، أي : من السفهاء بارتكاب ما يدعونني إليه ، فإن الحكيم لا يفعل القبيح وفي ذلك دليل على أن من ارتكب ذنباً إنما يرتكبه عن جهالة ، والقصد بذلك الدعاء ولذلك قال تعالى : { فاستجاب له ربه } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.