قوله تعالى : { رَبِّ السِّجْنُ } : العامَّة على كسر الباء لأنه مضافٌ لياء المتكلم ، اجتُزِىءَ عنها بالكسرةِ وهي الفصحى . و " السجن " بكسر السين ورفعِ النون على أنه مبتدأ ، والخبر " أحبُّ " . والسِّجْن الحبس ، والمعنى : دخول السجن .
وقرأ بعضهم : " رَبُّ " بضمِّ الباء وجَرِّ النون على أنَّ " ربُّ " مبتدأ و " السجنِ " خفض بالإِضافة ، و " أحبُّ " خبرُه ، والمعنى : ملاقاةُ صاحبِ السجن ومقاساتُه أحبُّ إليّ .
وقرأ عثمان ومولاه طارق وزيد بن علي والزهري وابن أبي إسحاق وابن هرمز ويعقوب بفتح السين ، وفي الباقي كالعامَّة . والسَّجْن مصدر ، أي : الحَبْس أحبُّ إلي ، و " إليَّ " متعلقٌ ب " أحبُّ " وقد تقدَّم أن الفاعل هنا يُجَرُّ ب " إلى " والمفعول باللام ، / وفي الحقيقة ليست هنا أَفْعَل على بابها من التفضيل لأنه لم يُحبَّ ما يدعونه إليه قط ، وإنما هذان شَرَّان فآثر أحدَ الشَّرين على الآخر .
قوله : { أَصْبُ } قرأ العامة بتخفيف الباء مِنْ صَبا يَصْبو أي : رَقَّ شَوْقُه . والصَّبْوة : المَيْلُ إلى الهوى ، ومنه " الصَّبا " لأنَّ النفوس تَصْبو إليها أي : تميل ، لطيب نسميِها ورَوْحِها يقال : صَبَا يَصْبُو صَباءً وصُبُوَّاً ، وصَبِيَ يُصْبَى صَبَاً ، والصِّبا بالكسر اللَّهْوُ واللعب .
وقرأت فرقة " أَصَبُّ " بتشديدها مِنْ صَبْبتُ صَبابة فأنا صَبٌّ ، والصَّبابَةُ : رِقَّةُ الشوق وإفراطه كأنه لفرط حبه ينصبُّ فيما يَهْواه كما ينصبُّ الماء .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.