مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{قَالَ رَبِّ ٱلسِّجۡنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدۡعُونَنِيٓ إِلَيۡهِۖ وَإِلَّا تَصۡرِفۡ عَنِّي كَيۡدَهُنَّ أَصۡبُ إِلَيۡهِنَّ وَأَكُن مِّنَ ٱلۡجَٰهِلِينَ} (33)

{ قَالَ رَبّ السجن أَحَبُّ إِلَىَّ مِمَّا يَدْعُونَنِى إِلَيْهِ } أسند الدعوة إليهن لأنهن قلن له ما عليك لو أجبت مولاتك ، أو افتتنت كل واحدة به فدعته إلى نفسها سراً فالتجأ إلى ربه ، قال رب السجن أحب إلي من ركوب المعصية { وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنّى كَيْدَهُنَّ } فزع منه إلى الله في طلب العصمة { أَصْبُ إِلَيْهِنَّ } أمل إليهن . والصبوة الميل إلى الهوى ومنه الصبا لأن النفوس تصبو إليها لطيب نسيمها وروحها { وَأَكُن مّنَ الجاهلين } من الذين لا يعملون بما يعلمون لأن من لا جدوى لعلمه فهو ومن لم يعلم سواء ، أو من السفهاء ، فلما كان في قوله { وإلا تصرف عني كيدهن } معنى طلب الصرف والدعاء قال .