لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{صُمُّۢ بُكۡمٌ عُمۡيٞ فَهُمۡ لَا يَرۡجِعُونَ} (18)

ثم وصفهم الله تعالى فقال { صم } أي عن سماع الحق لأنهم لا يقبلونه وإذا لم يقبلوه فكأنهم لم يسمعوه { بكم } أي خرس عن النطق بالحق فهم لا يقولونه { عمي } أي لا بصائر لهم يميزون بها بين الحق والباطل ومن لا بصيرة له كمن لا بصر له فهو أعمى ، كانت حواسهم سليمة ولكن لما سدوا عن سماع الحق آذانهم وأبوا أن تنطق به ألسنتهم وأن ينظروا إليه بعيونهم جعلوا كمن تعطلت حواسه وذهب إدراكه قال الشاعر :

صمٌّ إذا سمعوا خيراً ذكرت به *** وإن ذكرت بسوء كلهم أذن

{ فهم لا يرجعون } أي عن ضلالتهم ونفاقهم .