التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{صُمُّۢ بُكۡمٌ عُمۡيٞ فَهُمۡ لَا يَرۡجِعُونَ} (18)

قوله تعالى ( صم بكم عمي فهم لا يرجعون )

أخرج الطبري وابن حاتم بسنديهما من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ( صم بكم عمي ) يقول : لا يسمعون الهدى ولا يبصرونه ولا يعقلونه .

وإسناده حسن .

وأخرج الطبري من طريق محمد بن إسحاق عن محمد بن أبي محمد نولى زيد بن ثابت عن عكرمة او سعيد بن جبير عن ابن عباس ( صم بكم عمي ) عن الخير .

وبه ( فهم لا يرجعون ) أي فلا يرجعون إلى الهدى ولا إلى خير فلا يصيبون نجاة ما كانوا على ما هم عليه .

وإسناده حسن .

وأخرج وابن أبي حاتم بسنده الصحيح عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة ( فهم لا يرجعون ) أي : لا يتوبون ولا يذكرون .

قال الشيخ الشنقيطي : قوله تعالى ( صم بكم عمي ) الآية ، طاهر هذه الآية ان المنافقين متصفون بالصمم والبكم والعمى ، ولكنه تعالى بين في موضع آخر أن معنى صممهم وبكمهم وعماهم ، هو عدم انتفاعهم بأسمائهم وقلوبهم وأبصارهم ، وذلك في قوله جل وعلا ( وجعلنا لهم سمعا وأبصارا وأفئدة فما أغنى عنهم سمعهم و ولا أبصارهم ولا أفئدتهم من شئ ، إذ كانوا يجحدون بآيات الله ، وحاق بهم ما كانوا به يستهزؤن ) الأحقاف : 62 .