{ صم بكم عمي فهم لا يرجعون 18 } .
{ صم بكم عمي } الصمم : آفة مانعة من السماع ، سمي به فقدان حاسة السمع ، لما أن سببه اكتناز باطن الصِّماخ ، وانسداد منافذه ، بحيث لا يكاد يدخله هواء يحصل الصوت بتموّجه . والبكم : الخرس . والعمى : عدم البصر عما من شأنه أن يُبصَر .
/ وصفوا بذلك مع سلامة حواسهم المذكورة لما أنهم سدّوا عن الإصاخة إلى الحق مسامعهم ، وأبَوْا أن ينطقوا به ألسنتهم ، وأن ينظروا ويتصّبروا بعيونهم ، فجعلوا كأنما أصيب بآفة مشاعرهم كقوله :
صم إذا سمعوا خيرا ذُكِرْتُ به *** وإن ذكرت بسوء عندهم أَذِنُوا
أصم عن الشيء الذي لا أريده *** وأسمع خلق الله حين أريد
{ فهم لا يرجعون } أي بسبب اتصافهم بالصفات المذكورة لا يعودون إلى الهدى بعد أن باعوه . أو عن الضلالة بعد أن اشتروها . فالآية الكريمة تتمة للتمثيل بأن ما أصابهم ، ليس مجرد انطفاء نارهم ؛ وبقائهم في ظلمات كثيفة هائلة مع بقاء حاسة البصر بحالها بل اختلَّت مشاعرهم جميعا ، واتصفوا بتلك الصفات فبقوا جامدين في مكانهم لا يرجعون ، ولا يدرون أيتقدمون أم يتأخرون ؟ وكيف يرجعون إلى ما ابتدأوا منه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.