وقوله : { صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ }
رُفعن وأسماؤهن في أوّل الكلام منصوبة ؛ لأن الكلام تمّ وانقضت به آية ، ثمّ استؤنفت { صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ } في آية أخرى ، فكان أقوى للاستئناف ، ولو تمّ الكلام ولم تكن آية لجاز أيضا الاستئناف ؛ قال الله تبارك وتعالى : { جَزَاء مِنْ رَبِّكَ عَطَاء حِسَاباً . رَبُّ السَّمَوات وَالأَرْضِ وَما بَيْنَهُما الرَّحْمَنُِ } " الرحمن " يرفع ويخفض في الإعراب ، وليس الذي قبله بآخر آية . فأما ما جاء في رءوس الآيات مستأنفا فكثير ؛ من ذلك قول الله : { إنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ } إلى قوله : { وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } . ثم قال جل وجهه : { التَّائبُونَ الْعَابِدُونَ الْحامِدُونَ } بالرفع في قراءتنا ، وفي حرف ابن مسعود " التائبِين العابِدِين الحامِدِين " . وقال : { أَتَدْعُونَ بَعْلاً وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ . اللهُ رَبُّكُمْ } يُقرأ بالرفع والنصب على ما فسّرت لك .
وفي قراءة عبد الله : " صُما بُكْما عُمْياً " بالنصب . ونصبُه على جهتين ؛ إِن شئت على معنى : تركهم صما بكما عميا ، وإن شئت اكتفيت بأن توقع التَرك عليهم في الظلمات ، ثم تستأنف " صُما " بالذمّ لهم . والعرب تنصب بالذمّ وبالمدح ؛ لأن فيه مع الأسماء مثل معنى قولهم : وَيْلاً له ، وثَوَاباً له ، وبُعْداً وسَقْياً ورَعْياً .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.