لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ بِغَيۡرِ عَمَدٖ تَرَوۡنَهَاۖ وَأَلۡقَىٰ فِي ٱلۡأَرۡضِ رَوَٰسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمۡ وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٖۚ وَأَنزَلۡنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ فَأَنۢبَتۡنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوۡجٖ كَرِيمٍ} (10)

قوله تعالى { خلق السموات بغير عمد } قيل إن السماء خلقت مبسوطة كصفحة مستوية وهو قول المفسرين وهي في الفضاء والفضاء لا نهاية له وكون السماء في بعضه دون بعض ليس ذلك إلا بقدرة قادر مختار وإليه الإشارة بقوله بغير عمد { ترونها } أي ليس لها شيء يمنعها الزوال من موضعها وهي ثابتة لا تزول وليس ذلك إلا بقدرة الله تعالى . وفي قوله ترونها وجهان : أحدهما أنه راجع إلى السموات أي ليست هي بعمد وأنتم ترونها كذلك بغير عمد . الوجه الثاني أنه راجع إلى العمد ومعناه بغير عمد مرئية { وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم } أي لئلا تتحرك بكم { وبث فيها } أي في الأرض { من كل دابة } أي يسكنون فيها { وأنزلنا من السماء ماء } يعني المطر وهو من إنعام الله على عباده وفضله { فأنبتنا فيها من كل زوج كريم } أي من كل صنف حسن .