ثم بيّن سبحانه عزته وحكمته بقوله : { خلِقَ السموات بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا } العمد : جمع عماد ، وقد تقدم الكلام فيه في سورة الرعد . و { ترونها } في محل جرّ صفة ل { عمد } فيمكن أن تكون ثمّ عمد ، ولكن لا ترى . ويجوز أن تكون في موضع نصب على الحال ، أي ولا عمد البتة . قال النحاس : وسمعت علي بن سليمان يقول : الأولى أن يكون مستأنفاً ، أي ولا عمد ثم { وألقى فِي الأرض رَوَاسِيَ } أي جبالاً ثوابت { أَن تَمِيدَ بِكُمْ } في محل نصب على العلة ، أي كراهة أن تميد بكم . والكوفيون يقدّرونه : لئلا تميد ، والمعنى : أنها خلقها وجعلها مستقرّة ثابتة لا تتحرّك بجبال جعلها عليها وأرساها على ظهرها { وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلّ دَابَّةٍ } أي من كلّ نوع من أنواع الدوابّ ، وقد تقدّم بيان معنى البثّ { وَأَنزَلْنَا مِنَ السماء مَاء فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِن كُلّ زَوْجٍ كَرِيمٍ } أي أنزلنا من السماء مطراً فأنبتنا فيها بسبب إنزاله من كلّ زوج ، أي من كل صنف ، ووصفه بكونه كريماً ؛ لحسن لونه وكثرة منافعه . وقيل : إن المراد بذلك الناس ، فالكريم منهم من يصير إلى الجنة ، واللئيم من يصير إلى النار . قاله الشعبي ، وغيره ، والأوّل أولى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.