قوله تعالى { ومن الناس من يشتري لهو الحديث } الآية قيل : نزلت في النضر بن الحارث بن كلدة وكان يتجر فيأتي الحيرة ويشتري أخبار العجم ويحدث بها قريشاً ويقول إن محمداً يحدثكم بحديث عاد وثمود وأنا أحدثكم بحديث رستم واسفنديار وأخبار الأكاسرة فيستمعون حديثه ويتركون استماع القرآن . فأنزل الله هذه الآية وقيل هو شراء القينات والمغنين ، ومعنى الآية ومن الناس من يشتري ذات لهو أو ذا لهو الحديث ؛ وروى البغوي بإسناد الثعلبي عن أبي أمامة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « لا يحل تعليم المغنيات ولا بيعهن وأثمانهن حرام » وفي مثل ذلك نزلت هذه الآية { ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله } وما من رجل يرفع صوته بالغناء إلا بعث الله له شيطانين أحدهما على هذا المنكب والآخر على هذا المنكب فلا يزالان يضربانه بأرجلهما حتى يكون هو الذي يسكت أخرجه الترمذي وهذا لفظه عن أبي أسامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال « لا تبيعوا القينات ولا تشتروهن ولا تعلموهن ولا خير في تجارة فيهن وثمنهن حرام » وفي مثل هذا نزلت { ومن الناس من يشتري لهو الحديث } الآية وعن أبي هريرة « أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ثمن الكلب وكسب المزمار » وقال مكحول من اشترى جارية ضرابة ليمسكها لغنائها وضربها مقيماً عليه حتى يموت لم أصل عليه إن الله تعالى يقول : { ومن الناس من يشتري لهو الحديث } الآية وعن أبي مسعود وابن عباس والحسن وعكرمة وسعيد بن جبير قالوا لهو الحديث هو الغناء والآية نزلت فيه ومعنى يشتري يستبدل ويختار الغناء والمزامير والمعازف على القرآن . وقال أبو الصهباء : سألت ابن مسعود عن هذه الآية فقال هو الغناء والله الذي لا إله إلا هو يرددها ثلاث مرات وقال إبراهيم النخعي الغناء ينبت النفاق وقيل : هو كل لهو ولعب وقيل : هو الشرك { ليضل عن سبيل الله } يعني عن دين الإسلام وسماع القرآن { بغير علم } يعني يفعله عن جهل وحسب المرء من الضلالة أن يختار حديث الباطل على حديث الحق { ويتخذها هزواً } أي يتخذ آيات الله مزحاً { أولئك } يعني الذين هذه صفتهم { لهم عذاب مهين } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.