ثم قال تعالى ذكره : { خلق السموات بغير عمد ترونها } .
قال ابن عباس : عمدها قاف ، وهو الجبل المحيط بالدنيا ، وهو من زبرجدة خضراء {[54885]} من زبرجد الجنة ، وخضرة السماء منه ، وخضرة البحار من السماء والسماء مقبة على الجبل الذي اسمه قاف ، ولكنكم لا ترونه {[54886]} .
وروي عنه أنه قال : لعلها بعمد لا ترونها {[54887]} . وقاله عكرمة {[54888]} .
فيكون ترونها على هذا القول في موضع خفض نعتا للعمد ، والتاء متعلقة
بخلق {[54889]} .
وقال الحسن : لا عمد لها البتة {[54890]} ، فيكون " ترونها " على هذا القول في موضع نصب على الحال من السموات ، والباء متعلقة بترونها {[54891]} .
ويجوز أن يكون " ترونها " مستأنفا أي أنتم ترونها/ فتقف على : " بغير عمد " ولا تقف على القولين الأولين إلا على : " ترونها " فإذا كان الضمير في ترونها للعمد ، فترونها نعت للعمد ، وليس ثم عمد ، والمعنى فلا عمد مرئية البتة ويحتمل على هذا الوجه ، فلا عمد مرئية لكم ، أي ثم عمد ولكن لا ترونها {[54892]} .
[ فإذا جعلت الضمير في ترونها يعود على السماوات ، كان ترونها ] {[54893]} حالا من السماوات .
والمعنى ترون السماوات بغير عمد تمسكها ، فلا عمد ثم البتة ، كالتأويل الأول .
ثم قال تعالى : { وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم } أي : أن تحرك بكم يمينا وشمالا ، أي : حمل على ظهر الأرض جبالا ثوابت لئلا تميد بكم .
قال قتادة : لولا ذلك ما أقرت عليها خلقا {[54894]} .
{ وبث فيها من كل دابة } أي فرق في الأرض من كل أنواع الدواب ثم قال تعالى : { وأنزلنا من السماء ماء } أي مطرا .
{ فأنبتنا فيها } أي في الأرض بذلك الماء .
{ من كل زوج } أي : نوع من النبات .
{ كريم } قال قتادة : حسن {[54895]} .
وقال ابن عباس : من كل لون حسن {[54896]} .
وتأوله الشعبي على الناس لأنهم مخلوقون من الأرض فمن كان منهم إلى الجنة فهو الكريم ، ومن يصير إلى النار فهو اللئيم {[54897]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.