لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{حمٓ} (1)

مقدمة السورة:

وتسمى سورة الشورى وهي مكية ، في قول ابن عباس والجمهور وحكي عن ابن عباس إلا أربع آيات نزلت بالمدينة أولها{ قل لا أسألكم عليه أجرا } وقيل فيها من المدني{ ذلك الذي يبشر الله عباده } إلى قوله تعالى :{ بذات الصدور } وقوله{ والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون } إلى قوله{ من سبيل } وهي ثلاث وخمسون آية وثمانمائة وستون كلمة وثلاثة آلاف وخمسمائة وثمانية وثمانون حرفا والله أعلم .

قوله عز وجل : { حم عسق } سئل الحسين بن الفضل لم قطع حروف حم عسق ولم يقطع حروف المص والمر وكهيعص ، فقال : لأنها بين سور أوائلها حم فجرت مجرى نظائرها فكان حم مبتدأ وعسق خبره لأن حم عسق عدت آيتين وعدت أخواتها التي لم تقطع آية واحدة . وقيل لأن أهل التأويل لم يختلفوا في كهيعص وأخواتها أنها حروف التهجي واختلفوا في حم فأخرجها بعضهم من حيز الحروف وجعلها فعلاً فقال معناها حم الأمر أي قضى وبقي عسق على أصله . وقال ابن عباس ح حلمه م مجده ع علمه س سناه ق قدرته أقسم الله عز وجل بها . وقيل إن العين من العزيز والسين من قدوس والقاف من قاهر وقيل ح حرب في قريش يعز فيها الذليل ويذل فيها العزيز م ملك يتحول من قوم إلى قوم ع عدو لقريش يقصدهم س سنون كسني يوسف ق قدرة الله في خلقه ، وقيل هذا في شأن محمد صلى الله عليه وسلم فالحاء حوضه المورود و الميم ملكه الممدرد والعين عزه الموجود والسين سناؤه المشهود والقاف قيامه في المقام المحمود وقربه من الملك المعبود وقال ابن عباس ليس من نبي صاحب كتاب إلا وقد أوحي إليه حم عسق . فلذلك قال الله تعالى : { كذلك يوحي إليك وإلى الذين من قبلك }