لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{بَلۡ ظَنَنتُمۡ أَن لَّن يَنقَلِبَ ٱلرَّسُولُ وَٱلۡمُؤۡمِنُونَ إِلَىٰٓ أَهۡلِيهِمۡ أَبَدٗا وَزُيِّنَ ذَٰلِكَ فِي قُلُوبِكُمۡ وَظَنَنتُمۡ ظَنَّ ٱلسَّوۡءِ وَكُنتُمۡ قَوۡمَۢا بُورٗا} (12)

{ بل ظننتم أن لن ينقلب الرسول والمؤمنون إلى أهليهم أبداً } يعني ظننتم أن العدو يستأصلهم فلا يرجعون إلى أهليهم { وزين ذلك في قلوبكم } يعني زيَّن الشيطان ذلك الظن عندكم حتى قطعتم به ، حتى صار الظن يقيناً عندكم ، وذلك أن الشيطان قد يوسوس في قلب الإنسان بالشيء ويزينه له حتى يقطع به { وظننتم ظن السوء } يعني وظننتم أن الله يخلف وعده وذلك أنهم قالوا : إن محمداً وأصحابه أكلة رأس ، يريدون بذلك قتلهم فلا يرجعون فأين تذهبون معهم انظروا ما يكون من أمرهم { وكنتم قوماً بوراً } يعني وصرتم بسبب ذلك الظن الفاسد قوماً بائرين هالكين .