النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{بَلۡ ظَنَنتُمۡ أَن لَّن يَنقَلِبَ ٱلرَّسُولُ وَٱلۡمُؤۡمِنُونَ إِلَىٰٓ أَهۡلِيهِمۡ أَبَدٗا وَزُيِّنَ ذَٰلِكَ فِي قُلُوبِكُمۡ وَظَنَنتُمۡ ظَنَّ ٱلسَّوۡءِ وَكُنتُمۡ قَوۡمَۢا بُورٗا} (12)

قوله عز وجل : { وَكُنتُمْ قَوْماً بُوراً } فيه ثلاثة تأويلات :

أحدهما : فاسدين قاله قتادة .

الثاني : هالكين ، قاله مجاهد . قال عبد الله بن الزبعرى{[2690]} :

يا رسول المليك إن لساني *** راتق ما فتقت إذ أنا بور

الثالث : أشرار ، قاله ابن بحر . وقال حسان بن ثابت :

لا ينفع الطول من نوك{[2691]} الرجال وقد *** يهدي الإله سبيل المعشر{[2692]} البور

قوله عز وجل { يريدون أن يبدلوا كلام الله } فيه وجهان :

أحدهما : ما وعد الله نبيه من النصرة والفتح حين ظنوا ظن السوء بأنه يهلك أو لا يظفر{[2693]} ؛ قاله مجاهد وقتادة .

الثاني : قوله " لن تخرجوا معي أبدا ولن تقاتلوا معي عدوا " حين سألوه الخروج معه لأجل المغانم بعد امتناعهم منه وظن السوء ؛ قاله ابن زيد{[2694]} .


[2690]:في الأصول كعب بن زهير وهو خطأ.
[2691]:في ك من نور القلوب
[2692]:في ع سبيل المفسد
[2693]:في ع يظهر والمعنى واحد.
[2694]:أنكر هذا القول الطبري وغيره، بسبب أن غزوة تبوك كانت بعد فتح خيبر وبعد فتح مكة.