الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{بَلۡ ظَنَنتُمۡ أَن لَّن يَنقَلِبَ ٱلرَّسُولُ وَٱلۡمُؤۡمِنُونَ إِلَىٰٓ أَهۡلِيهِمۡ أَبَدٗا وَزُيِّنَ ذَٰلِكَ فِي قُلُوبِكُمۡ وَظَنَنتُمۡ ظَنَّ ٱلسَّوۡءِ وَكُنتُمۡ قَوۡمَۢا بُورٗا} (12)

ثم قال " { بل ظننتم أن لن ينقلب الرسول والمؤمنون إلى أهليهم أبدا } [ 12 ] .

هذا خطاب للأعراب الذين تخلفوا عن الخروج مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكة لما اعتذروا وكذبوا في اعتذارهم ، فأكذبهم الله ثم أعملهم بما علم من اعتقادهم في رسول الله صلى الله عليه وسلم {[63914]} والمؤمنين فقال : بل ظننتم أيها الأعراب أن النبي صلى الله عليه وسلم {[63915]} والمؤمنين لا يرجعون إلى المدينة أبدا من غزوتهم ، فلذلك تخلفتم عن الخروج معهم لأنكم شغلتكم أموالكم وأهلوكم كما زعمتم في عذركم {[63916]} .

ثم قال : { وزين ذلك في قلوبكم وظننتم ظن السوء } أي : زين لكم الشيطان ذلك ، وقال لكم لا يرجع النبي والمؤمنون إلى المدينة أبدا ، وأنهم سيهلكون في غزوهم {[63917]} ، وظننتم أن الله لا ينصر نبيه ومن أطاعه ، وذلك ظن السوء .

ثم قال : { وكنتم قوما بورا } أي : هلكى {[63918]} باعتقادكم وظنكم {[63919]} .

والبور في اللغة {[63920]} : الشيء الذي لا قيمة له ولا فائدة فيه ك لا شيء " {[63921]} .

قال قتادة بوار : فاسدين {[63922]} .

قال ابن زيد البور : هلكى {[63923]} .


[63914]:ساقط من ع.
[63915]:ساقط من ع.
[63916]:ح : "عدوكم".
[63917]:ح: "غزوتهم".
[63918]:ح: "هلكا": وهو خطأ.
[63919]:انظر: العمدة 170، ومجاز القرآن لأبي عبيدة 2/217، وتفسير الغريب 412.
[63920]:ساقط من ع.
[63921]:انظر: مادة بور في الصحاح 2/598، واللسان 1/286، والتاج 3/60.
[63922]:انظر : جامع البيان 26/49، وتفسير القرطبي 16/269، وابن كثير 4/190.
[63923]:انظر: جامع البيان 26/49.