صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{إِن تَكۡفُرُواْ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمۡۖ وَلَا يَرۡضَىٰ لِعِبَادِهِ ٱلۡكُفۡرَۖ وَإِن تَشۡكُرُواْ يَرۡضَهُ لَكُمۡۗ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٞ وِزۡرَ أُخۡرَىٰۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُم مَّرۡجِعُكُمۡ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَۚ إِنَّهُۥ عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ} (7)

{ ولا يرضى لعباده الكفر } أي لا يحمد منهم الكفر ويمدحه . أولا لا يجازى الكافر مجازاة المرضيّ عنه بل مجازاة المغضوب عليه . ثم إن الرضا غير الإرادة ، فإنها تسبق الفعل ، وهو يتأخر عنه ؛ فنفيه لا يستلزم نفيها .

{ ولا تزر وازرة وزر أخرى } [ آية 164 الأنعام ص 251 ] .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{إِن تَكۡفُرُواْ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمۡۖ وَلَا يَرۡضَىٰ لِعِبَادِهِ ٱلۡكُفۡرَۖ وَإِن تَشۡكُرُواْ يَرۡضَهُ لَكُمۡۗ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٞ وِزۡرَ أُخۡرَىٰۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُم مَّرۡجِعُكُمۡ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَۚ إِنَّهُۥ عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ} (7)

قوله تعالى : { إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر } قال ابن عباس ، والسدي : لا يرضى لعباده المؤمنين الكفر ، وهم الذين قال الله تعالى :{ إن عبادي ليس لك عليهم سلطان } ( الحجر-42 ) فيكون عاماً في اللفظ ، خاصاً في المعنى ، كقوله تعالى :{ عيناً يشرب بها عباد الله } ( الإنسان-6 ) يريد بعض العباد ، وأجراه قوم على العموم ، وقالوا : لا يرضى لأحد من عباده الكفر ، ومعنى الآية لا يرضى لعباده الكفر ، أن يكفروا به . يروى ذلك عن قتادة ، وهو قول السلف ، قالوا : كفر الكافر غير مرضي لله عز وجل ، وإن كان بإرادته { وإن تشكروا } تؤمنوا بربكم وتطيعوه { يرضه لكم } فيثيبكم عليه ؛ قرأ أبو عمرو : { يرضه } لكم ساكنة الهاء ، ويختلسها أهل المدينة ، وعاصم ، و حمزة ، والباقون بالإشباع .