بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{إِن تَكۡفُرُواْ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمۡۖ وَلَا يَرۡضَىٰ لِعِبَادِهِ ٱلۡكُفۡرَۖ وَإِن تَشۡكُرُواْ يَرۡضَهُ لَكُمۡۗ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٞ وِزۡرَ أُخۡرَىٰۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُم مَّرۡجِعُكُمۡ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَۚ إِنَّهُۥ عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ} (7)

ثم قال : { إِن تَكْفُرُواْ } يعني : إن تجحدوا وحدانيته ، { فَإِنَّ الله غَنِىٌّ عَنكُمْ } يعني : عن إقراركم ، وعبادتكم ، { وَلاَ يرضى لِعِبَادِهِ الكفر } قال الكلبي : يعني : ليس يرضى من دينه الكفر . ويقال : { لاَ يرضى لِعِبَادِهِ الكفر } وهو ما قاله لإبليس : { إن عبادي ليس لك عليهم سلطان } [ الحجر : 42 ] . ويقال : { لاَ يرضى لِعِبَادِهِ الكفر } يعني : بشيء من عبادة الكفار { وَإِن تَشْكُرُواْ يَرْضَهُ لَكُمْ } يعني : إن تؤمنوا بالله ، وتوحدوه ، { يرضه لكم } . يعني : يقبله منكم ، لأنه دينه ، { وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أخرى } يعني : لا يؤاخذ أحد بذنب غيره ، { ثُمَّ إلى رَبّكُمْ مَّرْجِعُكُمْ } يعني : مصيركم في الآخرة { فَيُنَبّئُكُمْ } يعني : فيخبركم ، { بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } من خير ، أو شر ، فيجازيكم ، { إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصدور } يعني : عالم بما في ضمائر قلوبهم .